لم تفلح راديوهات المغرب المتنشرة شمالا ووسطا وجنوبا من مواكبة تطلعات المغاربة كيفما كانت توجهاتهم أو انتماءاتهم.. وإن كان هذا الفشل عاديا منذ العمل بسياسة تحرير القطاع السمعي البصري، تحت إشراف هاكا أمية، فإنه لم
يعد مقبولا منذ الأسابيع الخمسة الماضية التي أضحت تدل بأن البلاد تغلي فوق صفيح ساخن.
شباب 20 فبراير، والداعمون لنضالاتهم، لا يرون في راديوهات المغرب إلا قنوات رسمية مقنعة.. كيف لا وهم يرون أنفسهم غائبين عن اهتمامها التواصلي رغم قوة دعواتهم للإصلاح التي لم تستثن أحدا، بل الأدهى من ذلك أن غضب الشباب المناضل يفور وهم يرون القصاصات الإخبارية للاماب تذاع بحذافيرها على أساس كونها من تحرير الراديوهات.
الاستياء حضر ضمن صف المسؤولين المغاربة كذلك، خصوصا وأن أغلب الراديوهات المغربية الخاصة قد أقدمت على بث الخطاب الملكي ليوم 9 مارس دون أن تعبر عن “الاهتمام بآفاق والإصلاح الدستوري الشامل” بإفراد نقاشات وتوضيحات بخصوصه.
ورغما عن كل هذه المواقف، تستمر راديوهات المغرب في بث الموسيقى وبرامج الطبخ وفقرات الترفيه ومسابقات مطربي ومطربات العالم.. ما يجعل الشارع المغربي يسير في واديه، والمنتسبون للشق المسؤول ضمن انشغالاتهم، في حين يلتزم المسؤولون عن الراديوهات الخاصة بالاستوديوهات الكاتمة للأصوات